بانت سعاد كعب بن زهير



تعريف الشاعر:

هو ابو عقبة كعب بن زهير بن ابي سلمى، نشأ نشأة أدبية جل أهلها شعراء، قال الشعرفي معظم أغراضه.



مناسبة القصيدة:

حين تتابعت الوفود والقبائل على الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان اخوه بجير قد ذهب الى الرسول مبايعاً

فهجاه ولما علم بذلك الرسول وتكرر منه ذلك اهدر دمه،فخشي عليه بجير ونصحه بالتوبة، فقدم المدينة وتوسل

بأبي بكر مستشفعاً ومدح النبي (صلى الله عليه وسلم) بلاميته التي راقت للنبي وخلع عليه بردته حتى اصبحت

القصيدة من عيون القصائد الخالدة وقد عدها ابو زيد القرشي في جمهرته من المشوبات والبيت الاكثر شهرة.



إن الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول



قصيدة البردة:



بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم اثرها لم يجز مكبول(1)

وما سعاد غداة البين اذ رحلوا الا اغن غضيض الطرف مكحول (2)

تجلو عوارض ذي ظلم اذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول (3)

أكرم بها خلة لو انها صدقت ما وعدت أو لو ان النصح مقبول (4)

لكنها خُلة قد سيط من دمها فجع وولع واخلاف وتبديل (5)

فما تدوم على حال تكون بها كما تلون في اثوابها الغول

وما تمسك بالوصل الذي وعدت الا كما يمسك الماء الغرابيل(7)

كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً(Cool وما مواعيدها الا الاباطيل

ارجو وآمل ان تدنو مودتها وما اخال لدينا منك تنويل (9)

فلا يغرنك ما منت وما وعدت انّ الاماني والاحلام تضليل

امست سعاد بارض لا يبلغها الا العتاق النجيات المراسيل (10)

يسعى الوشاة بجنبيها وقولهم انك يا ابن ابي سلمى لمقتول (11)

وقال كل خليل كنت آمله لا الفينك اني عنك مشغول (12)

فقلت خلوا طريقي لا ابا لكم فكل ما قدر الرحمن مفعول(13)

كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول(14)

انبئت ان رسول الله اوعدني والعفو عند رسول الله مأمول(15)

مهلاً هداك الذي اعطاك نافلة الـقرآن فيها مواعيظ وتفصيل(16)

لا تأخذني باقوال الوشاة ولم اذنب ولو كثرت في الاقاويل(17)

اني اقوم مقاماً لو يقوم به أرى واسمع ما لو يسمع الفيل (18)

لظل يرعد الا ان يكون له من الرسول بإذن الله تنويل(19)

مازلت اقتطع البيداء مدرعاً جنح الظلام وثوب الليل مسبول(20)

حتى وضعت يميني لا انازعه في كف ذي نقمات قيله القيل(21)

إنّ الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول (22)

في عصبة من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما اسلموا زولوا(23)

زالوا فما زال انكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل(24)

شم العرانين ابطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل(25)

بيض سوابغ قد شكت لها حلق كانها حلق الفقعاء مجدول(26)

يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ضرب اذا عرد السود التنابيل(27)

لا يفرحون اذا نالت رماحهم قوما وليسوا مجازيعاً اذا نيلوا(28)

لا يوقع الطعن الا في نحورهمما ان لهم عن حياض الموت تهليل(29)



معاني الكلمات:



1-بانت: البعد والفراق، ومتبول: اسقمه الحب او الهيام، والمتيم: الذي استولى عليه الهوى، والجزاء: الثواب، ومكبول: المقيد.

2-الاغن: الذي في صوته غنة، وغضيض الطرف: فاتر اللحظ وهي من سمات الجمال.

3-تجلى: تكشف، والعواض: الاسنان، والظلم ماء الاسنان اي صفاؤها وبريقها والراح: الخمر، والنهل: الشرب الأول والعل: الشرب الثاني.

4-الخلة: الصديق.

5-سيط: خلط، والفجع: المصيبة، والولع: الكذب.

6-الغول: حيوان خرافي.

7-الغرابيل: جمع غربال وهو ما يغربل به كالقمح.

8-المثل: النظير عرقوب: هو عرقوب بن نصير ويضرب لخلف الوعد.

9- تنويل: اعطاء.

10- العتاق: النوق الكريمة، والنجيات: السريعات، والمراسيل: الخفاف السهلة في السير.

11 - الوشاة: جمع واش وهو من يزيد الكذب، ولا تأخذني: سؤال وتضرع.

12- الفينك: اي لأكون معك لي شيء اولاً انفعك فاعمل

لنفسك (ويروى الهنيك).

13- لا ابالكم تعبير قديم للدعاء والحث على اجابة

الطلب

14- الآلة الحدباء: النعش: تآنيث الاحدب وقيل معناها

الصعبة او المرتفعة.

15- اوعدني: هددني، واهدر دمي.

16- نافلة القرآن: عطية القرآن اي العطية المتطوع

بها زيادة على غيرها.

17- الأقاويل: الادعاءات الكاذبة.

18- توهم الشاعر ان الفيل على ضخامته انه اشجع

المخلوقات.

19- اراد القول: انني في موقف عصيب لو الفيل سمع ما

اسمع او رأى ما أرى لظل يرعد على شجاعته.

20- البيداء: الصحراء ومدرعاً: لا بساً درعاً في جنح

الظلام، ومسبول: مسدول.

21- نقمات: جمع نقمة والمقصود الرسول (صلى الله عليه

وسلم)، وقيلة القيل: قوله القول الصادق النافذ

المعتد به، والمنازعة: المجاذبة.

22- المهند من سيوف الهند وهي افضل السيوف.

23- العصبة: الفتية،وزولوا: أمر بالهجرة الى المدينة

المنورة.

24- انكاس: جمع نكس وهو الضعيف، والكشف: جمع اكشف

وهو الذي لا ترس معه في الحرب فينهزم ولا يثبت في

المعركة، والميل: جمع أميل وهو الذي لا يثبت على

السرج، والمعازيل: جمع معزال: وهو الذي لا سلاح معه.



25- شم: جمع اشم وهو المرتفع العالي، والعرانين: جمع

عرنين وهو ارنبة الأنف، وشم العرانين كناية عن

الأنفة والعزة، والسرابيل: جمع سربال وهو الدرع

والمقصود أنها من نسج داوود عليه السلام الذي لان له

الحديد.

26- بيض سوابغ: يعني الدروع السابغة الصافية، وشكت:

ادخل بعض حلتها في بعض، والفقعاء: شجر له ورق وثمر

مثل حلق الدروع. مجدول: محكم الفتل.

27- الزهر: جمع ازهر وهو الابيض والتنابيل: جمع

تنابل وهو القصير، ويعصمهم: يمنعهم، وعرد: جبن وفر،

والشاعر هنا يصف المهاجرين بطول القامة وبياض البشرة

والرفق في المشي وهذا دليل الوقار.

28- يفرحون: كثيرو الفرح، والمجازيع: جمع مجزاع وهو

صيغة مبالغة.

29- التهليل: الجبن والفرار، والمقصود هم صادقون في

الهيجاء والمعنى انهم شجعان يواجهون القتال بصدورهم.